استهدف هجوم (أنصار الله)؛ خزانات محطة توزيع منتجات شركة (آرامكو) البترولية بمدينة “جدة”، والذي يؤمن: 25% من احتياجات وقود السيارات والمنازل في “السعودية”. وبذلك تستطيع “اليمن” أن تُثبت؛ كما حدث من قبل، قدرتها على مهاجمة أهداف تسُبب صدمة كبيرة في تأمين الوقود العالمي، وبالفعل إزدادت الأسعار العالمية بعد الهجوم مباشرة بقيمة دولار واحد.
والواقع أن استهداف (أنصار الله)؛ الاستهلاك العام السعودي، يؤكد أنها لا تُريد استهداف أسواق الطاقة. ورغم الإخفاقات السعودية المتعددة، واستخدام “الرياض” المشكلات الإنسانية كأداة ضغط، إلا أن إخلاء “الإمارات”؛ “ميناء الحديدة”، بعد عمليات “شبوة” و”مأرب” و”أبوظبي”، كان عاملًا أساسيًا في سيطرة (أنصار الله) على مدينة وميناء “الحديدة”.
جهود سعودية لإحكام الحصار على اليمن..
بعد إخلاء “ميناء الحديدة”؛ أعلنت قوات (التحالف العربي)، تعطيل “اتفاق ستوكهولم” وضرورة تشديد الحصار، علمًا بأن “السعودية” قد بدأت هذا المسار قبل ذلك.
وأصدرت حكومة “عبدربه منصور هادي”؛ عميل “الرياض”؛ بحسب تعبير كاتب التقرير، قرار السماح بدخول الوقود إلى “اليمن” عبر موانيء “عدن” و”المكلا” فقط. وهذا الحدث كان هامًا من عدة جوانب، لأنه يستهدف عوائد (أنصار الله)؛ ويُقدم للتحالف أداة ضغط جديدة، ومن ثم تكثيف الضغوط الإنسانية على (أنصار الله).
وإغلاق “ميناء الحديدة”؛ إنما يعني استكمال سلسة الحصار على (أنصار الله)، وتشديد الضغوط على الشعب اليمني؛ قد يُغير موازين الحرب الدائرة.
والحقيقة أن؛ (أنصار الله) بدأت المفاوضات، لكن دون إلتزام الطرف السعودي، لذلك بدأت عمليات “كسر الحصار”.
هذه الأوضاع؛ دفعت (أنصار الله) إلى اتخاذ قرار أن تكشف للشعب السعودي عن جزء من معاناة الشعب اليمني في مجال الوقود، ربما أمكن التخلص من هذا الحصار بتشديد الضغوط الاجتماعية. ويبدو أن (أنصار الله) وسعت دائرة الأهداف بحيث تشمل أهداف حضرية، وهي مسألة سوف تجعل الضرابات التالية موجعة لـ”السعودية”.
تحالف حقيقي بين السعودية والإمارات وروسيا في (أوبك+)..
تابعنا في العقدين الماضيين؛ حالة الانشقاق في تحالف دول الخليج مع “الولايات المتحدة”، واحتلت: “الصين والهند” مكان “أميركا وأوروبا” الاقتصادي. وفي العام 2019م؛ إزدادت عدم ثقة هذه الدول في “الولايات المتحدة”؛ بعد فشلها في تلبية توقعاتهم.
لذلك برز تحالف حقيقي في (أوبك+)؛ بين: “السعودية والإمارات وروسيا”؛ وأكدت “الرياض وأبوظبي” متانة التحالف مع “موسكو”؛ بعدم زيادة المعروض من الطاقة. ووصفت صحيفة (ووال ستریت جورنال)؛ إجابة القيادات السعودية والإماراتية على اتصالات؛ “جو بايدن”، بشأن السيطرة على أسواق الطاقة: بـ”السلبية”.
ولم تتمكن “السعودية” من ربط الملف اليمني بالأزمة الأوكرانية، وعمليات (أنصار الله) الأخيرة؛ على (آرامكو) سلبت “السعودية” هذه الإمكانية. ويبدو أن “الرياض” غير مستعدة مطلقًا للقبول بـ (أنصار الله)؛ باعتبارها ممثل قطاع عريض من الشعب اليمني، وتتجاهل وقائع هذا البلد. من جهة أخرى، لا تعتزم (أنصار الله) التقصير في حق الشعب اليمني.
وكما تابعنا في الهجوم الأخير على (آرامكو)، فقد سعت “السعودية” بشكل قوي إلى استعراض قدرتها في السيطرة على سوق “النفط”، لاسيما في ظل التحديات التي تواجه هذا البلد بشأن الحفاظ على حصتها من سوق “النفط” والمعروض العالمي؛ بعد الحديث عن الحصص في سوق “النفط”.
من جهة أخرى؛ في ظل الأوضاع الراهنة لا تعتزم (أنصار الله) فتح جبهة الحرب مع الغرب على الطاقة؛ لاسيما بعد أن إزداد أسعار “النفط” بالنسبة للاقتصاديات الغربية.
لن تتجه (أنصار الله)؛ لأن تكون أداة بيد “السعودية” تُساعدها على زيادة أسعار “النفط”، لأن الغرب سوف يتجه في هذه الحالة إلى تدعيم “السعودية” وتأمين “نفط” هذا البلد وإنتهاء المعادلات في غير صالح (أنصار الله).