في جلسة نقاشية بـ”المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية” الإيراني، تطرق “أحمد حاجي صدقيان”؛ مدير وحدة الدراسات اليمنية في “مركز أبحاث مرصاد”، للحديث عن تسليم؛ “عبدربه منصور هادي”، السلطة إلى “المجلس الرئاسي” اليمني الجديد، والأحداث السياسية الأخيرة، وقال: “الأهم في قضية التطورات اليمنية، هو الإجابة على السؤال التالي: هل السعودية على استعداد للقبول بـ (أنصار الله) باعتبارها جزء هام من السلطة اليمنية ؟.. والإجابة تستدعي تحليل التطورات اليمنية. لكن بالحقيقة لم تقبل الرياض بحركة (أنصار الله) منذ نشأتها في العام 2001م”.
أسباب تنحية “منصور هادي”..
تعرض “منصور هادي”؛ وكذلك نائبه وقائد قواته؛ “علي محسن الأحمر”، إلى الانتقادات من جانب القوى الموالية لـ”السعودية” والقوى المحلية المحسوبة على التحالف طوال سبع سنوات، بعد أن فقدا كلاهما دوره بشكل عملي، ولم يُعد لهما قوات في الميدان.
والتطورات الينمية خلال السنوات الماضية؛ كانت سببًا في تشكيل قوات جديدة، من مثل (قوات المجلس الانتقالي) في الجنوب، وقوات (العمالقة) في الغرب، وقوات (حزب الإصلاح)؛ بقيادة “سلطان العراده”؛ محافظ “مأرب”، وهي لا تُنسق بشكل كامل مع؛ “علي محسن الأحمر”.
في غضون ذلك؛ انتقلت (أنصار الله)، على مدى العامين الماضيين، من مرحلة الدفاع إلى الهجوم، ونجحت في تحرير الكثير من المناطق المختلفة، وفضحت فشل جيش “منصور هادي”.
مساعي سعودية لإعادة ترتيب القوات..
من الطبيعي أن تنحو “الرياض” باتجاه إعادة ترتيب القوات على مراحل، أحدها: “اتفاق الرياض” بين القوات الانتقالية وحكومة “منصور هادي”، لكن الحكومة الائتلافية فشلت في تحقيق نتائج هذا الاتفاق.
وفي مرحلة أخرى؛ نقلت “السعودية” جزء من قواتها الميدانية على الساحل الغربي بمحافظة “شبوة”، لكنها فشلت كذلك في تحقيق أغراضها من هذا الإجراء.
وتركيب “المجلس الرئاسي” الجديد من ثمانية أشخاص يُثبت أن اختيارهم جاء وفق قدراتهم الميدانية وإمكانياتهم المحتملة التي قد تظهر في الميدان. و”سطان العرادة”؛ يُسيطر بشكل كامل على “مأرب”، و”طارق صالح”؛ يمتلك الكثير من القوات في الساحل الغربي، وتنشط قوات (العمالقة) وقوات الساحل الغربي تحت قيادته.
والشيخ السلفي؛ “أبوزرعه المحرمي”، يمتلك قوات وبعضها ينتمي في الحقيقة إلى (العمالقة)، لكنه الأهم قدرته على حشد السلفيين ضد (أنصار الله). وكذلك يمتلك “عيدروس الزبيدي”؛ القدرة على حشد الجنوب ضد (أنصار الله). ويتولى “عبد العليمي”؛ مهمة التنسيق بين هذه القوات بالتعاون مع؛ “رشاد العليمي”.
جلسة الرياض التشاورية وأهدافها..
بيان الجلسة لا ينطوي على جديد.. فقد جمعت “السعودية” كل قواته الموالية في الجلسة، حتى تتمكن من تنظيم عملية إعادة ترتيب القوات.
والمؤكد أن الجزء الأكبر من المشاركين في الجلسة لا يقيمون في “اليمن”. والطبيعي حين تقرر عقد جلسة تشاورية عن “اليمن” مع عدم الإلمام بالأوضاع الميدانية، وفهم حقيقي لأزمات الفقر والحصار والإنهيار الاقتصادي، فلن تُسفر الجلسة عن أي نتائج جديرة بالاهتمام.
ورغم إعلان “السعودية” و”الإمارات”؛ ضخ مبلغ: 03 مليار دولار في “البنك المركزي” للحكومة الجديدة، لكن عمليًا لن تُسفر هذه المساعدات عن أي تغير في الأوضاع المعيشية لليمنيين.
احتمالات إنهاء الوجود العسكري السعودي المباشر في “اليمن”..
وتعقيبًا على قرار وقف إطلاق النار مدة شهرين بين “السعودية” و(أنصار الله)، يُضيف “أحمد حاجي صدقيان”؛ مدير وحدة الدراسات اليمنية، في “مركز أبحاث مرصاد”: “من المحتمل أن يُمهد هذا القرار إلى إنهاء وجود القوات العسكرية السعودية المباشرة في اليمن بشكل كامل، مع إمكانية أن تستأنف الرياض هجماتها الجوية التي تهدف إلى قمع (أنصار الله)”.
كذلك لم تدخل عمليات فتح المطارات حيز التنفيذ حتى الآن. ولا يمكن التفاؤل بشأن الأخبار والمواقف الإعلامية التي تروج لمساعي “السعودية” للتفاوض مع (أنصار الله) وإنهاء الحرب.
والحديث عن فرض الإقامة الجبرية على “منصور هادي”؛ مفهوم في ضوء السلوكيات السياسية للمسؤولين السعوديين. وهناك سابقة احتجاز؛ “سعد الحريري”، رئيس الوزراء اللبناني السابق، لكن على كل حال فقد انتهى عمر “منصور هادي” السياسي، ولم يُعد ذا قيمة بالنسبة لـ”السعودية”. ما لم ترغب “السعودية” الاستفادة منه كأداة في السيطرة على مجلس الثمانية الجديد؛ وهو احتمال ضعيف.