أعرب “أحمد حاجي صادقيان”؛ مدير وحدة اليمن في مركز دراسات (مرصاد)، عن قناعاته بإنتهاء العمليات العسكرية السعودية المباشرة في “اليمن”؛ حيث لم تُعد “الرياض” تميل إلى استئناف العمليات؛ بل وتبذل الكثير من الجهود في هذا الصدد، وأوضح:
قدمت “السعودية” إمتيازات مختلفة إلى (أنصار الله) للحيلولة دون استئناف العمليات العسكرية. وقد منح هذا التوجه في المقابل الكثير من إمتيازات لـ”السعودية”؛ من مثل انحسار تهديدات (أنصار الله) والحد من تكلفة الحرب، علاوة على ذلك تنأى “السعودية” بنفسها عن الخطر الكبير الذي قد يُهدد إمكانياتها في مجال إنتاج “النفط”، بالنظر إلى حساسية سوق الطاقة في الوقت الحالي؛ بحسب “المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية” الإيراني.
من يريد عدم إنهاء الصراع ؟
ورغم رغبة “الرياض” في إنهاء العمليات العسكرية بـ”اليمن”، لكن هناك من يرفض إنتهاء العمليات بشكلٍ مطلق، لا يريدون أن يدخل “اليمن” في مرحلة الاستقرار والتهدئة، على اعتبار أن المصالح السعودية على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل؛ تكمن في استمرار دائرة الاضطرابات والفوضى في “اليمن”.
والحقيقة فقد أثبتت السياسات السعودية في “اليمن”؛ حتى الآن، هذه الحقيقة؛ حيث تمنع “السعودية” دفع رواتب الموظفين في المناطق تحت سيطرة (أنصار الله)، وتحول دون إقامة حوار وطني “يمني- يمني”، وتستفيد في الكثير من الحالات من أداة حصار “ميناء الحديدة”، ومعدلات دخول الوقود والمواد الغذائية عبر هذا الميناء، والعمل من خلال مضاعفة الضغوط على قيادات حركة (أنصار الله) إلى رفع مستويات التوتر بين الحركة والحكومة اليمنية التي تحظى بالدعم السعودي.
إمتيازات “أنصار الله”..
وفي إطار التطورات، قلما نرى صراع بين “السعودية” و”اليمن”، لكن لا مفر من أن تضغط (أنصار الله) في بعض الحالات على الحكومة اليمنية؛ المدعومة من “الرياض”، حتى تتمكن من السيطرة على الأوضاع، وتنفيذ سياساتها والحصول على إمتيازاتها من مثل تخفيف الحصار والحصول على حصة من عوائد “النفط”.
ولو تيأس (أنصار الله) من الحصول على إمتيازات من الحكومة اليمنية، فسوف تدخل مجددًا في مرحلة من الضغط العسكري المباشر على “السعودية”؛ بحيث تتمكن بهذه الطريقة من الحصول على حصتها من العوائد النفطية، على غرار ما أعلن وزير دفاع حكومة “صنعاء”؛ حيث هدد بعمليات ساحقة ما لم يراعي التحالف المعتدي شروط تمديد وقف إطلاق النار.
الدور الغربي..
تلعب “الأمم المتحدة” دور في الجبهة الأوروبية والغربية. فلطالما تخوفت “الولايات المتحدة” و”أوروبا” من التعرض إلى التهابات جديدة نتيجة أوضاع سوق الطاقة الراهنة، ولذلك بذلت الكثير من الضغوط حرصًا على تمديد وقف إطلاق النار والحيلولة دون استئناف هجمات (أنصار الله) على المنشآت النفطية السعودية.
وحاليًا تمتلك (أنصار الله) إمكانيات هائلة من شأنها رفع مستوى الإلتهاب في سوق الطاقة، بواسطة قدراتها على توتير الأجواء في “مضيق باب المندب” أمام شحنات “النفط” السعودية.
لذلك هناك مساعي أوروبية محمومة أبرزها إيفاد هيئات سياسية إلى مسقط محل استقرار فريق (أنصار الله) الدبلوماسي.
ضغوط دولية..
ثم انتقل مدير وحدة اليمن في مركز دراسات (مرصاد)، للحديث عن الوضع الإنساني في “اليمن” وتحذيرات المنظمات الحقوقية المتكررة إزاء هذا الوضع، وأضاف: “قضايا حقوق الإنسان لا تؤثر بشكلٍ مباشر على قرارات الحكومات مثل: السعودية، وإنما تضغط قضايا أمن الطاقة وسوق النفط تضغط على الرياض والحكومات الغربية للعمل الجاد على وقف إطلاق النار بشكلٍ كامل. لكن الحديث عن الحصار والضغوط الإنسانية على الشعب اليمني لا تحظى باهتمام الغرب والسعودية”.
حقيقة الوجود الصهيوني..
وعن تداعيات القرار الصهيوني بشأن إنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة “سقطري” على مشهد الحرب اليمنية؛ يقول “حاجی صادقیان”: “بعد التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني، انتشرت أخبار مؤكدة عن سياحة الصهاينة بجزيرة سقطري، لكن حتى الآن لا توجد أخبار دقيقة عن الوجود العسكري الصهيوني في الجزيرة”.
مضيفًا: “والإمارات تتعامل بشكلٍ كافٍ مع الكيان الصهيوني، وهي تتمتع بوجود عسكري رسمي في البحر الأحمر وباب المندب، وهذه المسألة قد تحد من احتمال الوجود العسكري الصهيوني المباشرة في الجزيرة”.موضحًا: علمًا أن “الإمارات” لم تتوقف حتى اللحظة عن جهودها الرامية إلى احتلال أجزاء من “اليمن”؛ وبخاصة جزيرة “سقطري” الهامة والإستراتيجية، وبحسب وسائل إعلامية فقد بدأت الرحلات الجوية بين “سقطري” و”الصومال” دون مواقفة القيادات اليمنية؛ حيث يحصل السائح على تأشيرة إماراتية.
مع هذا فإن تثبيت الوجود العسكري الإماراتي في جنوب “اليمن” و”خليج عدن”، يُهدد المعادلات “السياسية-الأمنية” في هذه المنطقة، و”السعودية” لا تريد ذلك.