د. ایمان محمدی
بدأت بهدوء عملية إضعاف حزب (التجمع اليمني للإصلاح) الإخواني؛ والمعروف اختصارًا باسم: حزب (الإصلاح)؛ في العام 2017م، بالإطاحة: بـ”عبدربه منصور هادي”، من رئاسة الجمهورية اليمنية بعد “قمة الرياض”؛ عام 2022م، حيث تابعنا بعد ذلك بعدة أشهر؛ وبخاصة بعد إعلان وقف إطلاق النار وتشكيل المجلس الرئاسي، ارتفاع مؤشر صدام التحالف “السعودي-الإماراتي” مع حزب (الإصلاح) بشكلٍ ممنهج، وإضعاف الحزب في المناطق تحت سّيطرة التحالف؛ بحسب تقرير “إيمان محمدي”، المنشور على موقع مركز (مرصاد) للدراسات الإيراني.
سحب المحافظات من تحت “الإصلاح” بهدوء..
وفي فترات وقف إطلاق النار؛ تمكن المجلس الانتقالي؛ المدعوم من “الإمارات”، في ضوء الصمت السعودي، من توطين قواته في مناطق واسعة في الجنوب اليمني؛ وبخاصة محافظات: “شبوة وأبين”، في حين كانت الكثير من هذه المناطق تحت سّيطرة حزب (الإصلاح) والقبائل الموالية للحزب.
في غضون ذلك؛ دعم المجلس الانتقالي هذا التوجه بتغييّر محافظ “شبوة” والاستحواذ على قواته العسكرية.
وقد تكرر نفس السيناريو والإطاجة بحزب (الإصلاح) عن السلطة في محافظة “الجوف”، واعتقال “السعودية”؛ المحافظ “أمين العكيمي”، من شيوخ القبائل في المحافظة والمحسّوب على حزب (الإصلاح)، واستبداله: بـ”حسين العواضي”.
وفي هذا الإطار هاجمت قوات “المجلس الانتقالي”؛ المدعومة بالقبائل في المناطق الرئيسة بمحافظة “حضر موت”؛ والمدعومة إماراتيًا، من إغلاق الطرق الرئيسة، ومهاجمة الإدارات، والهتاف ضد القيادات الإخوانية الموجودة بالمحافظة.
إحلال وتبديل..
ومع استمرار سياسة الصمت السعودي، يعمل المجلس الرئاسي على تغيّير المسؤولين والقيادات العسكرية بما يتوافق وأهواء “المجلس الانتقالي” وفي إطار الجهود الرامية إلى إضعاف حزب (الإصلاح)، بحيث شهدت الأسابيع الماضية إجراء تغييرات على المسؤولين في “حضر موت” بقرار خاص من؛ “رشاد العليمي”، رئيس المجلس الرئاسي المدعوم من التحالف “السعودي-الإماراتي”، من بين هذه التغييرات استبدال: “عصام بن حبريش”؛ قائد منطقة صحراء “حضرموت”، بـ”عامر العامري”، وكذلك استبدال “يحيى أبوالعوجاء”؛ أركان قيادة المنطقة العسكرية الأولى، بـ”عامر بن عبدالله محمد بن حيطان”، وأخيرًا اختيار: “ناصر الوادعي”؛ لقيادة أركان اللواء (135) بمدينة “سيئون”. وكل هذه الخيارات الجديدة تحظى بتأييد المجلس الانتقالي.
اتجاه إضعاف حزب (الإصلاح) الإخواني من المنظور العسكري، تبعه محاولات أخرى على صعيد النفوذ الجغرافي والقبلي.
فقد سعى التحالف بالتوازي مع الإطاحة بقيادات حزب (الإصلاح) السياسية عن رأس السلطة في “اليمن”؛ والتي بلغت ذروتها بخلع: “منصور هادي”، عن رئاسة الجمهورية، ونائبه: “على محسن الأحمر”؛ واستبدالهما بوجوه غير إخوانية، للإطاحة بالقيادات العسكرية المحسوبة على تيار (الإصلاح)؛ حيث جرى استبدال العميد “محمد علي المقدشي”؛ وزير الدفاع السابق والمعروف بانتسابه إلى حزب (الإصلاح) الإخواني؛ والمقرب من “محسن الأحمر”؛ فور تثبّيت المجلس الرئاسي، بـ”محسن الداعري”؛ العسكري المقرب من “الإمارات”.
ولم تكد تمر أيام حتى أصدر وزير الدفاع الجديد قرار سّحب جميع المعدات والتجهيزات العسكرية التي تقع تحت سّيطرة “محسن الأحمر” و”منصور هادي”؛ بدعوى إدخال تعديلات على الهيكل العسكري.
تلا ذلك تغيير القيادات العسكرية المحسّوبة على تيار (الإصلاح) في المحافظات الجنوبية بداية: بـ”شبوة وأبين” ثم “حضر موت”.
الإضعاف ميدانيًا..
على الصعيد الميداني؛ سعى التحالف عبر مسّارين إلى إضعاف القوة الميدانية لـ (الإخوان المسلمين) بسبب قدرتها على تغيير التوازن السياسي اليمني، الأول: نقل قوات حزب (الإصلاح) العسكرية والقبلية إلى خطوط القتال ضد (أنصار الله)، وبالتالي عدم القدرة على التحرك في الميادين الأخرى لأهمية التواجد في الخطوط الأمامية.
وفي إطار هذا المسّار نجح التحالف في اجتذاب قوى جديدة من القبائل التي تقع تحت قيادات إصلاحية، تحت مسّميات جديدة مثل “اليمن السعيد”، و”درع الوطن” وغيرها، وتوجيهها لدعم القوات المحسّوبة على تيار (الإصلاح)، ومن ثم نزع القوة السياسية وإضعاف الدعم العسكري للحزب.
وبالنظر إلى التطورات اليمنية الراهنة، تُجدر الإشارة إلى أن تحالف المحور “الإماراتي-السعودي”، تبنى مواقفًا من (الإخوان المسلمين) في “اليمن” يُشبه مع حدث في كل الدول الإسلامية وهو الحرص على إضعاف الميول السياسية لأهل السُنة بـ”اليمن”.
لذلك وعقب تأسيس “السعودية”؛ المجلس الرئاسي بمحورية حزب (المؤتمر الشعبي)، والإطاحة بحزب (الإصلاح) عن رأس السلطة السياسية في “اليمن”، واتجاه “المجلس الانتقالي”؛ المدعوم إماراتيًا من جهة أخرى لتهميش دور (الإصلاح) في المحافظات الجنوبية ومحاولة السّيطرة على “حضر موت” بعد الاستيلاء على “شبوة وأبين”، بالتوازي مع جهود “السعودية” لإضعاف (الإخوان المسلمين) في المناطق الأخرى مع التأكيد على بقاء المحافظات الشمالية تحت سّيطرة التحالف، بدأت جهود إضعاف (الإصلاح) عسكريًا وسياسيًا في “مأرب”؛ فيما لايزال الحزب يُسّيطر على الجزء الشرقي من “مأرب” ومركز محافظة “تعز”.
ويبدو أن تيار (الإخوان المسلمين) في “اليمن” قد ارتكب خطأً فادحًا بالاعتماد على “السعودية”؛ ومازال يُصّر على هذا الخطأ.