احمد حاجی صادقیان
احتل خبر إقالة الإخواني، “محمد بن عديو”؛ محافظ “شبوه”، شرقي “اليمن”، صدارة الأخبار داخل معسكر حلفاء “السعودية” في “اليمن”؛ حيث يمكن تصنيف هذا الخبر ضمن سلسلة تطورات الأسابيع الأخيرة على صعيد تخلص “التحالف العربي” من “الإخوان المسلمين” في “اليمن”.
تلكم المسألة التي تعكس انتهاء التحالف السعودي مع حزب (الإصلاح) في “اليمن”؛ بما قد ينعكس على مستقبل تطورات هذه الأزمة. بحسب “أحمد حاجي صادقيان”؛ في تقريره المنشور على موقع (مركز دراسات جريان) الإيراني.
“بلحاف”.. القطعة الأولى من الأحجية !
تعود نقطة تصاعد أزمة “شبوه”؛ إلى منتصف الصيف الماضي. وكانت حكومة، “عبدربه منصور هادي”؛ قد سعت، بعد عام من ضغط (أنصارالله) العسكري على “مأرب”؛ وفشل محاولات السيطرة على “عدن”، للاستفادة من القبائل المتحالفة مع حزب (الإصلاح) والضغط ميدانيًا على “الإمارات”، عبر حصار المنشآت النفطية في “ميناء بلحاف”، والسيطرة على المصادر الاقتصادية الهامة مثل: “ميناء عدن”؛ أو تهديد “مأرب”، باعتبارها أحد أقطابها الاقتصادية والاجتماعية.
وكانت ميزة حزب (الإصلاح) الكبرى، في هذه المحافظة؛ هي السيطرة على الحقول النفطية وخطوط الأنابيب؛ وبالتالي يستطيع الحزب بالسيطرة على منشآت تصدير الغاز السائل في “ميناء بلحاف”، امتلاك العوائد السنوية التي تُذدّر، وفق بعض المصادر: بـ 03 مليار دولار سنويًا.
هذه الأهمية؛ دفعت “الإمارات” إلى معارضة ضغوط حزب (الإصلاح) لإخلاء هذه المنشآت؛ التي تحولت منذ بداية الحرب اليمنية إلى قواعد عسكرية وأمنية تحت سيطرة الاحتلال.
حزب “الإصلاح” تحت المطرقة..
لم تكن محافظة “شبوة” منذ البداية؛ خيار مطلوب من جانب حزب (الإصلاح) بغرض تحويلها إلى مركز قوة سياسية. لكن ومع التطورات السياسية والميدانية، في الفترة: (2015 – 2020م)، فقدت: “صنعاء وتعز وعدن”؛ بل و”مأرب” مزاياه وتحويلها إلى مركز نشاط لـ”إخوان اليمن”، ولذلك اختار حزب (الإصلاح)، محافظة “شبوه”؛ كمركز لأنشطته السياسية.
لكن؛ ومع هذا لم يتوقف تقدم الأحزاب المنافسة لـ (الإصلاح). وساهم تقدم (أنصارالله) على أطراف “مأرب” من جهة، وتدعيم القوة الميدانية في: “عدن ولحج وأبين”، من جهة أخرى في تراجع قوة حزب (الإصلاح).
اللعبة الإماراتية..
منذ بداية ثورات “الربيع العربي”، في العام 2011م؛ و”الإمارات” تتابع صعود نجم “الإخوان المسلمين” في العالم العربية، واتخذت موقفًا مضادًا إزاء هذه الثورات؛ وسعت بكل قوة إلى الحيلولة دون تعاظم قوة “الإخوان المسلمين” في الدول العربية والإسلامية؛ ومن بينها “اليمن”.
بل إن “الإمارات” صنفت، في مراسم سحب قواتها من الحرب اليمنية، في بداية العام 2020م؛ “جماعة الإخوان المسلمين” كأحد أعداء “الإمارات” الثلاث في هذه الحرب.
يأتي هذا العداء في حين كانت “السعودية”؛ الركن الرئيس في “التحالف العربي” للحرب على “اليمن”؛ تعتبر حزب (الإصلاح) حليفًا رئيسًا ضد (أنصارالله)، وبالتالي كانت “السعودية” تدعم، طوال فترة الحرب على “اليمن”، حزب (الإصلاح)؛ رغم معارضة “الإمارات”.
لكن انسحاب القوات الإماراتية من “اليمن”؛ لم يكن يعني انتهاء الوجود العسكري الإماراتي في هذا البلد، أو حتى انتهاء عداء “أبوظبي”، لـ (الإصلاح) و”الإخوان المسلمين”.
وإنما استغلت “الإمارات”، حلفاءها المحليين؛ مثل “المجلس الانتقالي” و”قوات الساحل الغربي”؛ بقيادة “طارق صالح”؛ في الضغط على “الإخوان المسلمين”.
انتهاء التعاون..
تكشف تطورات الأسابيع الماضية؛ لاسيما فيما يتعلق بتأثير العمليات ضد حزب (الإصلاح)، في “شبوة”؛ بواسطة القبائل المدعومة من “الإمارات”، وصمت “الرياض”، عن تغير رؤية “السعودية” تجاه حزب (الإصلاح)، وهو التغير الذي يلمسه قيادات الحزب.
فعلى مدى العامين الماضيين؛ خفضت “السعودية” بشكل كلي، وتحت ضغوط (أنصارالله) على جبهة “مأرب”، من الدعم المالي والعسكري لـ (الإصلاح)؛ وتجاهلت مطالب الحزب في السيطرة على المنشآت الغازية في “ميناء بلحاف” وتوفير المصادر المالية.
و”بن عديو”؛ محافظ “شبوة” السابق؛ مقرب من، “علي محسن الأحمر”؛ وكان قد انتقد في حوار مع وكالة أبناء (سبوتنيك) الروسية؛ الموقف الإماراتي من سيطرة حزب (الإصلاح) على “ميناء بلحاف”.
ولكن كان المخاطب الرئيس هو “السعودية”؛ التي تجاهلت مطالب “الإخوان” ودعّمت سياسات “أبوظبي”. تلك الانتقادات التي كلفته منصبه.
في المقابل؛ يعتبر “عوض بن محمد العولقي”، خيار “الإمارات” لمحافظة “شبوة”. وبعض الأخبار بشأن ضخ حزم مالية في “البنك المركزي”؛ ودعم “الريال” اليمني بعد سقوط أهم قلاع “الإخوان” في “اليمن”، خلال العامين الماضيين؛ يعكس التنسيق بين “السعودية” و”الإمارات”؛ للحد من النفوذ الإخواني في “اليمن”.