بسم الله الرحمن الرحیم
واحدة من أكثر الخلفيات و الأرضيات الإقتصادية تأثيراً في التوجه نحو الحركات التحررية والثورية والجذب إليها، هي مشكلة «العشوائيات» و الحیاة فی ضواحی و أریاف المدن . المقصود من العشوائيات السكن و الحياة بجانب المدن الكبيرة، التي تتمتع عادةً بمستوى متدني من الخدمات العامة و البنى التحتية الحضرية المناسبة. على وجه الخصوص هذه الظاهرة الناشئة هي واحدة من نتاج و نتائج الفترة الحديثة من حياة الإنسان التي ترجع جذورها إلى أسباب وأدلة عديدة، و في الوقت نفسه فإنها تفرض أسلوب حياة خاصة على الأشخاص الذين يعانون منها.
الحقيقة هي أنّ الأشخاص الذين يسكنون العشوائيات وقبل هجرتهم بشكل رئيسي إلى أطراف المدن، فإنهم كانوا يعيشون في القرى و على ضفاف الأنهار و برك الماء وكذلك في الصحاري، و تعمل في مجال الإنتاج، لا سيما في قطاع الزراعة، لكن في العصر الحديث و لأسباب عديدة مثل أزمات الجفاف ونقص رأس المال و الحروب وانعدام الأمن، والحاجة إلى الخدمات الأولية العامة (مثل التعليم، العلاج، وما إلى ذلك)، فضلاً عن الجهود المبذولة لاكتساب الوضع و المكانة الإجتماعية، توجهوا نحو المدن و المدن الكبرى.
مع ذلك، ولأسباب مثل الفقر والحرمان المادي، الإختلاف وعدم التجانس العنصري والثقافي أو الديني مع النسيج المركزي للمدن، فإنهم بشكل عام لم يكونوا قادرين على الإستقرار في قلب المدن، وكان عليهم حتماً الإقامة في سياقات ومباني غير مطابقة للمواصفات القياسية على مشارف المدن. فخلق هذا الوضع نمطاً جديداً من الحياة يتناقض بشكل كبير مع أسلوبَي الحياة الحضرية و الريفية، بحيث لا يعتبر هذا ولا ذاك.
باختصار يمكن تلخيص أهم الخصائص و السمات الهيكلية لمناطق العشوائيات في حالات مثل عزلة سكان العشوائيات عن الحياة الحضرية، إمكانية عدم التطابق المعياري و القيَمي مع القطاع الحضري، تدنّي مستوى المعيشة الإقتصادية، التناقض الثقافي و الإقتصادي مع القوام المركزي للمدينة، الهيكل الوظيفي غير المناسب وانتشار الوظائف الكاذبة غير الرسمية، ونقص الخدمات و الرعاية الصحية، عدم مطابقة المنازل السكنية للمواصفات، عدم الاستقرار الأمني، نقص المهارات التقنية، ضعف مستويات التعليم والتدريب، وهذا بدوره يؤدي إلى فقان الشعور بالمواطنة و الشعور بالعزلة عن البنية الإجتماعية السائدة، وفي النهاية انتشار الجريمة و الشذوذ الأخلاقي والإجتماعي في تلك المناطق. مثل هذه البنية في حد ذاتها، توفر الخلفية اللازمة لتحويل العشوائيات إلى مركز لإنتاج الضرر الإجتماعي والمخاطر الأخلاقية.
تشير الدراسات إلى أنه للأسباب المذكورة و عدم وجود مكانة إجتماعية، فإنّ سكان العشوائيات بشكل عام لا يقبلون الثقافة الحضرية، ونتيجة لذلك، ينشأ فجوة ثقافية واجتماعية بينهم وبين سكان المدن، مما يؤدي إلى شعور هؤلاء بنوع من الإنهيار النفسي و فقدان الهوية. في النتيجة وعلى الرغم من قدرتهم على الإبتعاد عن هويتهم الريفية- البدوية (وإنكارها في بعض الأحيان) فإنهم غير قادرين على الإندماج في هويتهم الحضرية.
هذا الأمر يؤدي إلى تكوين قاعدة اجتماعية و ثقافية و اقتصادية مختلفة عن سكان مركز المدينة، مما يقلل إمكانية جذب سكان العشوائيات إلى النظام الإجتماعي الحضري.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم الإفتقار إلى العناية وفي النتيجة انعدام إشراف الحكومات على هذا الجزء من المدن المعزولة قد فاقم الوضع كثيراً، ففي الوقت الذي تعزز فيه الشعور بالتمييز، وفّر بيئة مناسبة لخلق جرائم منظّمة، وفي الوقت نفسه وفّر أرضية وخلفية مؤثرة للميل إلى مقاربات قاسية و عدوانية ومعادية للوضع الراهن، بما في ذلك الخطاب الثوري للجهاديين السلفيين.
على أي حال، يمكن أن يكون لتعزيز النُّهج الثورية و المتشددة بين سكان العشوائيات الكثير من الأسباب والعوامل. الأول أنّ هذه المناطق كانت دائماً محور حركات التغيير (خاصة العسكرية منها و المسلحة) بسبب افتقارها إلى رقابة الأجهزة الأمنية و سيطرتها، وبطبيعة الحال فإنها تتأثر بمبدأ القرب و التأثير والتأثّر، فهي بذلك تلقي بتأثيرها على سكّان مثل هذه العشوائيات.
في رسالة لأسامة بن لادن يخاطب بها «الشيخ عطية الله الليبي» من القادة البارزين في تنظيم القاعدة، يصف أفغانستان بأنها نطاق مناسب لاستمرار الجهاد بسبب وجود مناطق ريفية منفصلة عن المدن. من وجهة نظر بن لادن فإن تلك الميزة تجعل سكان الأرياف و المناطق الفقيرة النائية يشعرون بالحرية و القوة بسبب بعدهم عن قبضة قوات الأمن و سيطرتها . [i]
ونتيجة لذلك كانت مناطق الضواحي والعشوائيات دائماً محور الحركات الثورية المسلحة بسبب عدم وجود رقابة و سيطرة فعالة من قبل الأنظمة الحاكمة.على النقيض من ذلك فإننا نرى الطبقة المتوسطة والعليا في المجتمع والتي تعيش بشكل عام في قلب المناطق الحضرية، بسبب طبيعة الإنتماء الطبقي، و تناقص الإنتماءات العرقية والقومية والأواصر القبلية، و بسبب تلاشي الخصال النفسية الموجودة لدى سكان المناطق البدوية- الريفية؛ مثل الشجاعة و البسالة، والطبيعة الحربية تميل أكثر إلى النهج والحركات المدنية الموجهة نحو التغيير من خلال تجربتها في الحياة الحضرية. [ii]
العامل الثاني المؤثر في انتشار الميل إلى المقاربات الثورية و المسلحة بين سكان العشوائيات، هو روح اليأس والإحباط و فقدان الأمل من الإصلاح السلمي للوضع القائم، و الغضب و الكراهية الناجمة عن الشعور بالتمييز و الإذلالن الذي تم فرضه من وجهة نظر سكان العشوائيات من قبل البنية السياسية- الإقتصادية المركزية على «الضواحي» مما تسبب في تخلّفها.
بالإضافة إلى العاملين المذكورين أعلاه، لا تزال الصفات الروحية و الأخلاقية الخاصة بالمجتمعات القبلية و الريفية، مثل الغيرة والشجاعة و البسالة و التشدد و العصبية القبلية و العائلية، وعزة النفس والطبيعة الحربية موجودة لدى سكان العشوائيات الذين لم يقطهوا علاقتهم بشكل كلي مع بيئتهم السابقة، ستجعل الكفّة بشكل طبيعي تميل إلى صالح الحركات المسلحة و المقاربات الثورية الداعية للتغيير في الوضع الراهن، على حساب الحركات المدنية المنادية بالتغيير.
أظهرت دراسة الحروب الأخيرة التي دامت عدة سنوات في العراق وسورية، والتي شهدت نشاطاً واسعاً من قبل الجهاديين السلفيين، أنّ نسبة كبيرة من القوات المنضوية تحت هذه الحركات هي من ثنائية «البادية-الضواحي»، وأن هذه الحركات لم تلقَ إقبالاً يُذكر في المدن الكبرى.[iii]
خاصة في العراق على مدار الستين عامًا الماضية، التي تأثرت بالتغيرات السياسية والبيئية، شهدت الهجرة من القرى والسياقات القبلية إلى ضواحي المدينة نمواً متسارعاً وغير مسبوق، مما خلق نوعاً من كيان ناشىء يسمى «القبلية الإجتماعية»[iv] في مدن و ضواحي المدن الكبرى في هذا البلد. [v] بحسب الإحصائيات الرسمية فقد ازداد عدد السكان في محيط المدن في العراق خلال الستين عام الماضية (1947-2007) من ثلاثة ملايين في عام 1947 إلى أكثر من 10 مليون شخص في عام 2007 (السنوات الذهبیة للنشاط الجهادي لتنظيم القاعدة في العراق) . [vi]
العام | البدو | سكان الريف | النسبةالمئويةمن مجموع السكان | سكان المدن | النسبةالمئويةمن مجموع السكان |
1947 | 0.25 | 3 | 64.50% | 1.7 | 35.50% |
1957 | 0.065 | 3.8 | 61.30% | 2.4 | 38.70% |
1965 | غير معروف | 3.9 | 48.70% | 4.1 | 51.50% |
1977 | غير معروف | 4.4 | 36.70% | 7.6 | 63.30% |
1987 | غير معروف | 4.8 | 30% | 11.5 | 70% |
1992 | غير معروف | 5.4 | 29.30% | 13 | 70.70% |
1997 | غير معروف | 7 | 31.60% | 15 | 68.40% |
2005 | غير معروف | 9.2 | 33.10% | 18.7 | 66.90% |
2007 | غير معروف | 10 | 33.50% | 19.7 | 66.50% |
جدول رقم 1: رسم بياني للهجرة من القرى إلى المدن خلال الأعوام 1947 حتى 2007
متأثر حقاً بمثل هذا الجو حيث أن معظم أعضاء داعش في العراق (حيث التقاهم الكاتب شخصياً) من البيئات الريفية و البدوية أو عشوائيات المدن الكبرى مثل الموصل، الرمادي، الفلوجة وتكريت.
والوضع على هذا المنوال في الأزمة السورية أيضاً، وفي الأساس فإنه خلال سنوات الأزمة كلها في ذلك البلدن أي منذ عام 2011 إلى الآن، كان ريف المدن هو القاعدة الأساسية لتشكيل مجموعات تغيير الوضع القائم (الجهادية و غير الجهادية) لشن حرب ضد الحكومة السورية، ويتم تصميم الهجمات و تنفيذها من الأرياف باتجاه داخل المدن.
إنّ التطورات المتعلقة بأرياف المدن الكبرى مثل حلب وحمص و حماه و درعا، وبالتحديد مدينة دمشق و مناطق الغوطة الشرقية والغربية، و تحويل هذه المناطق إلى ساحات قتال مع الحكومة السورية يوثق ويظهر بشكل جيد وزن و موقع أرياف المدن في معادلات المعارك، و قوة الحركات التحررية و الثورية في تلك المناطق.
بلغت أهمية أرياف المدن في المعارك السورية درجةً بحيث يُشار إلى معارك عام 2011 فما بعد في ذلك البلد «حرب الأرياف». النقطة المثيرة للاهتمام أنّ المدن الرئيسية في سورية في الأزمة الحالية كان لها مشاركة أقل في الإحتجاجات السياسية مقارنة بسكان الأرياف، وفي حال المشاركة فقد اتّبعت بشكل عام أساليب أكثر سلمية أو على الأقل غير جهادية وغير تكفيرية.
أشار الكاتب السوري المعارض أحمد أبا زيد في تقرير في عام 2014 بعنوان «ثورة المتروکين» إلى ريفية وتهميش مطالب المعترضين ضد النظام السوري، و يشرح بدقة جميع التناقضات الموجودة بين الثوار و المعارضين السوريين، و سكان مناطق المدن الكبرى، و أشار إلى سيطرة المعارضين على أجزاء كبيرة من حلب و سقوطها بشكل عملي في عام 2014م، ويعترف أنّ هؤلاء المقاتلين الذين هدموا على المدينة من أرياف حلب ليس لهم حاضنة شعبية داخل المدينة، ولذلك لم يُرحب بهم من قبل سكان المدن، لذلك كانوا يلجأون في بعض الأحيان إلى عمليات انتقامية من مراكز المدينة، و هي المشكلة التي يصفها أبازيد بأنها التحدي الأول الذي واجههوه حيث يصفها بمفهوم «التخلي الإجتماعي عن الثوار» .[vii]
كما وصف ياسين الحاج صالح وهو معارض سوري من الكتّاب اليساريين في مقالة له بعنوان «من الثورة حتى الحرب: أرياف المدن السورية تحمل السلاح » أنّ المنبع الأساسي لمعظم المحاربين في الحرب السورية الأخيرة هي الأرياف العلوية و السنّية و الكردية، و يؤكد أنّه خلال الحروب التي امتدت لعدة سنوات في هذا البلد، اتّجه معظم سكان العشوائيات السنّة إلى النهج السلفي و الجهادي، وعملوا في الأفق الفكري و التنظيمات العسكرية لهذه المجموعات .[viii]
كما أكد مركز الجزيرة القطري للدراسات في مقالة عام 2013 بقلم الكاتب السوري المعارض «عبد الرحمن الحاج» على هذا الأمر الهام وهو أنه وفقاً لقائمة الأشخاص المتجزين بتهمة العلاقة بالسلفية بين عامي 2011 و 2013، كان معظم المعتقلين من ريف دمشق أو الأرياف الأخرى، و كان عدد المعتقلين من المدن السورية الكبرى منخفضاً للغاية؛ وهي حقيقة لا يمكن تفسيرها و فهمها إلى في سياق دور الفقر و التهميش الإجتماعي في تعزيز الميل نحو الفكر التحرري. [ix]
على أساس فهم هذه العلاقة الخادمة و الموفرة للعشوائيات في الميل إلى الجهادية و الخيارات المسلحة لتغيير الوضع الراهن، اقترح بعض الكتّاب الناشطون في المؤسسات و مراكز الأبحاث الغربية، على الحكومة الأمريكية معالجة مشكلة العشوائيات و آثارها السلبية بهدف مواجهة الجهاديين السلفيين، من خلال مساعدات إقتصادية و مالية تقدّم للبلدان الضعيفة مثل الأردن . [x] كذلك من بين الموضوعات التي تهتم بها هذه المؤسسات و الدوائر الأمنية في الغرب، دراسة دور التهميش في ميل الشباب المسلم الأوروبي إلى الجماعات السلفية الجهادية و العلاقة بينهما. وفقاص لهذه الدراسات فإن غالبية الشباب الغربي المنضمين إلى الحركات التحررية المسلحة و العنيفة، بما في ذلك السلفية الجهادية هم من ساكني ضواحي المدن أو ممن ترعرعوا فيها. [xi]
على أي حال، فإن القوة الإقتصادية المنخفضة و الدخل الضئيل للطبقة الريفية المهاجرة و العشائر وعجزهم عن السكن في قلب المدن الرئيسية، أجبرهم على الحياة في ضواحي المدن، وفي عملية متوسطة المدة وبسبب عدم هضمهم في ثقافة و هيكل الحياة الإجتماعية الجديدة، تولّد لديهم الشعور بالتمييز والإستياء، وترسّخ في نفوسهم السخط ضد الهيكل السياسي- الإقتصادي
الموجود. الوضع الذي سيوفر بدوره خلفية مناسبة لتوجّه هؤللاء الأشخاص إلى حركات تغيير الوضع الراهن، لخلق نظام سياسي- اقتصادي جديد وعادل.
في الختام تجدر الإشارة إلى هذا الأمر الهام وهو أنّ الهجرة من القرى و البوادي إلى البيئات الحضرية، و ظهور ظاهرة العشوائيات، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالظواهر البيئية مثل الجفاف و انخفاض منسوب الأمطار. على سبيل المثال، أحد أهم أسباب تشكّل العشوائيات في كل من العراق وسورية، يتعلق بزيادة انبعاث غازات الدفيئة، مما يسبب الإحتباس الحراري و الجفاف على نطاق واسع في العقدين الماضيين في هذين البلدين. تشير تقديرات الجفاف و أزمة المياه إلى أنّ هذين البلدين كانا خلال أعوام 2002 حتى 2010 نواة مركز الجفاف في المنطقة .[xii] (الملحق رقم 34)
بالإضافة إلى الظروف المناخية المذكورة أعلاه ، كثفت سياسات الطاقة الكهرمائية التركية من الأزمة أيضاً، وتفاقمت مشكلة الجفاف في كلٍّ من العراق وسوريا. تشير الإحصائيات إلى أن تركيا قد قامت ببناء العديد من السدود خلال التسعينيات حتى الآن، مثل سد أتاتورك و مؤخراً سد إليسو على نهري دجلة و الفرات، والذي أدّى إلى تقليل حق سورية و العراق في الماء، وفي النتيجة وصول الإحتياطات المائية في هذين البلدين إلى حدود الأزمة. بدأت هذه الدولة بإنشاء سدود مختلفة على نهري دجلة و الفرات وذلك بإطلاق مشروع جنوب الأناضول أو ما يسمى غاب، حيث سعة سد أتاتورك لوحده (48 مليار متر مكعب) والتي تتجاوز السعة الإجمالية لاحتياطات الماء لما مجموعه ألف سد في إيران (47.6مليار متر مكعب). مع إتمام هذا المشروع ستتحكم تركيا و تدير حوالي ما لا يقل عن 45% من الطاقة المائية لهذين النهرين (أي ما يعادل 124 مليار متر مكعب)، مما يقلل في النتيجة من حجم المياه التي تدخل إلى العراق بنسبة ثمانين بالمائة، وإلى سورية بنسبة 40%.
اعترف وزير الغابات والموارد المائية التركي (وَيسل أروغلو) في بيان له بأن السدود التركية قد ارتفع عددها من 276 سداً تم بناؤها خلال سنوات، إلى 727 سداً في عام 2017، وأن بلاده تسعى لمضاعفة سدودها إلى ضعفي العدد الحالي يعني ستصل إلى 1454 سداً حتى عام 2023م. [xiii]
على أي حال سيؤدي التحول المذكور أعلاه إلى أزمة نقص مياه وتقليل إمكانيات الزراعة والفلاحة في هذين البلدين، وفي النتيجة ستفرغ القرى و يهاجر سكانها إلى المدن الكبرى، مما سيزيد من حجم العشوائيات الساخطة والعاطلة عن العمل. تنبأ تقرير «اللجنة الوطنية لسياسات الإسكان العراقية» في عام 2012 أن استمرار الوضع المائي الحالي في البلاد، سيسبب في السنوات المقبلة بإخراج أكثر من 2.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية من مجال الزراعة، وستكون هجرة أصحابها إلى مدن كبرى مثل البصرة و بغداد و كربلاء. [xiv]
بعد جفاف الأراضي الرطبة الوسطى في العراق و سورية وبوار ملايين الهكتارات من الأراضي الزراعية في البلدين، و في النهاية ظهور نماذج مصغرة في هذين البلدين، هي أحد أكثر العواقب السلبية للسياسات المائية التركية، و التي ستؤثر بالطبع على المنطقة بأكملها. [xv]
لا يُنسى أنّ السياسات المائية التركية تجاه سورية خلال التسعينات، وانخفاض حصة سورية المائية من نهر الفرات، قد نتج عنها جفاف المزارع و الحقولن و في النتيجة هجرة مئات الآلاف من القرويين إلى ضواحي المدن بشكل خاص في أعوام 2007 حتى 2009.[xvi]
[i] أسامه بن لادن، مجموع رسائل و توجيهات الشيخ أسامة بن لادن، رسالة إلي الشيخ عطية الله الليبي، بلا تاريخ، ص 793. (… وأن بلاده تكثر فيها القرى النائية على الجبال والأرياف المنقطعة عن المدن مما يشعر ساكني هذه المناطق بحريتهم وقوتهم وبعدهم عن سيطرة الأمن…)
[ii] لمعلومات أكثر حول دور الضواحي والأرياف في النظرة العلمية للجهاديين السلفيين انظر: عمر عبدالحکيم ابومصعب السوري، دعوة المقاومة الإسلامية العالمية، ص 552 و 623 و 1415.
[iii] فالح عبد الجبار، دولة الخلافة، التقدم الى الماضی: داعش و المجتمع المحلی فی العراق، ص 132.
[iv] القبلیة الإجتماعیة
[v] نفس المصدر. ص 87.
[vi] نفس المصدر. ص 159.
[vii] احمدابازید، ثورة المتروکین، ص 4.
[viii] یاسین الحاج صالح، من الثورة إلى الحرب: الأریاف السوریة تحمل السلاح، موقع الجمهوریة، ١٠ تمّوز ٢٠١٥.
[ix] عبد الرحمن الحاج، السلفیة والسلفیون فی سوریة: من الإصلاح إلى الجهاد، مرکز الجزیره للدراسات، 26 مایو 2013.
[x] Osama Al Sharif, Jordan and the Challenge of Salafi Jihadists, Middle East Institute, March 21, 2016.
[xi] For example see, Michael Taarnby, Recruitment of Islamist terrorists in Europe: Trends and erspectives. 14 January, 2005, University of Aarhus.
[xii] Jay Famiglietti, Water and the Roots of Violent Conflict in Syria,huffingtonpost, 09/07/2013.
[xiii] zehra aydin turapoğlu, türkiye 727 olan baraj sayisini 5 yilda ikiye katlayacak,11.11.2017.
[xiv] اللجنة الوطنیة للسیاسات السكانیة، تحلیل الوضع السكانی فی العراق 2012، ص 28.
[xv] Joshua Hammer, Is a Lack of Water to Blame for the Conflict in Syria? A 2006 drought pushed Syrian farmers to migrate to urban centers, setting the stage for massive uprisings, Smithsonian Magazine, June 2013.
[xvi] Ibid.