د. حامد دهقاني – معهد مرصاد للدراسات الاستراتیجیة
ما الذي جاء بالبابا فرانسيس إلى البحرين؟ البابا الذي يقضي الأشهر الأخيرة من حياته على كرسي متحرك بسبب مشكلة في الركبة ويلغي الكثير من رحلاته المهمّة وحتّى المعلنة منها خلال هذه الفترة الاخيرة، لماذا يتجشّم عناء السفر إلى بلد لا يزيد عدد سكانها المسيحيين عن بضعة الآلاف من العمال ولمدة أربعة أيام؟ لماذا حلّ البابا – خلافًا لتوقعاتنا – ضيفًا على ديكتاتور تضم سجونه أكبر عدد من السجناء في العالم العربي مقارنةً بسكان هذا البلد؟ لماذا قام البابا – عند استجابة دعوة حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين – بغضّ الطرف عن كلّ جرائم هذا النظام، وأطلق على هذا البلد زوراً بأنّه: “نموذج للانفتاح و التعایش بین مختلف الفئات الاجتماعيّة “، و الثناء على الملك الدكتاتور بدعوى دوره في ” تعزيز ثقافة الحوار والتسامح ونشر مبادئ التعايش والأخوة “؟ لماذا يقوّض البابا مرة أخرى قيم الحريّة بجلوسه مع حاكم مستبد؟
البابا لايتوق الى الحریة!
في عام 2013م ، عندما تولى البابا فرانسيس منصب البابوية خلفا للبابا بندكتس السادس عشر، سارع المحللون إلى تصنيفه كمدافع عن “لاهوت التحرير” (Liberation Theology)، لكنّ القصة لم تكن بهذه البساطة، فقد اكتسبت حركة “لاهوت التحریر” قوة في أمريكا اللاتينية في السبعينيات من القرن الماضي و أكدت على حضور الدين في الساحتين الاجتماعيّة والسياسيّة، واعتبرت أنّ أهمّ جذور الفشل والبؤس في المجتمعات الفقيرة في منطقة أمريكا اللاتينية تكمن في وجود الحكومات الاستبدادية والعسكرية المعتمدة على القوى العظمى، ومن واجب الكنيسة دعم المحرومين ومواجهة الظالمين. هذا اللاهوت، على عكس اللاهوت السائد في المسيحية، لم يُخفِ فظائع الديكتاتوریات، بل کان یعتبر أنّ طريق التحرير والوصول إلى ملكوت السموات يُلازم ” العدالة والروحانيّة”.
وبسبب هذا النهج التحرري المناهض للاستعمار، غالبًا ما يتمّ انتقاد لاهوت التحرير رسميًا داخل الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وبشكل غير رسمي، بصفته مؤيدًا ساذجًا للماركسية ومن الدعاة إلى النشاط الاجتماعي اليساري.
الفاتيكان هو النظام الملكي المطلق الوحيد المتبقي في الغرب الذي لم يتوافق أبدًا مع الديمقراطية والليبرالية، حيث يعتبرها تهديدًا لحكمه الاستبدادي على الولایات البابوية (التي تقع معظمها في وسط إيطاليا)، والقيادة العالميّة للكنيسة الكاثوليكية؛ لهذا السبب، في التسعينيات من القرن الماضي في فترة قيادة البابا يوحنا بولس الثاني للفاتيكان بدء العمل في الحدّ من تأثير الحركة من خلال تعيين أساقفة محافظين في البرازيل وأجزاء أخرى من أمريكا اللاتينية.
احتقر الفاتيكان غوستافو جوتيريز، وهو قس وعالم لاهوت كاثوليكي وأب لاهوت التحرير، لعقود بسبب استخدام الإيمان كأداة للثورة.
على الرغم من أن فرانسيس ولد في عام 1936م وأتيحت له الفرصة ليكون جزءًا من حركة دينيّة تسعى إلى العدالة الاجتماعية، إلّا أّنه لم ينضم أبدًا إلى المد المتزايد لـ” لاهوت التحرير”. كان البابا فرانسيس أكثر ترحيبًا بـ “لاهوت الشعب” (Theology of the People)، وهي حركة تطورت بالتوازي مع لاهوت التحرير وأعطت الأولوية لرعاية الفقراء، وكانت حركة فريدة من نوعها في الأرجنتين قللت من استخدام التحليل الاجتماعي والأدب الماركسي.
على الرغم من أنّ البابا نشأ في أمريكا اللاتينية – مهد لاهوت التحریر – إلّا أنّ المرء لا يمكن أن يحصل على الكثير من علامات الليبرتارية منه. وحتّى بعض المراقبين المقربين من الكنيسة اتهموا البابا بـ “الاستبداد” وأعتبروه شخصية “استبدادية” فرض نظامه الخاص على الكنيسة وغضّ الطرف عن المنتقدين. وفي مقال بعنوان “دكتاتور الفاتيكان”، سلّطت “فورين بوليسي” الضوء على بعضٍ من هذه الحقائق وكتبت: “هناك العديد من الأمثلة لفرنسيس الذي يبدو بسيطًا في التفكير – والذي يتوق إلى الإشارة إلى نفسه فقط باسم” أسقف روما” ولإظهار شعور قوي بالتضامن مع أشقائه الأساقفة – أنّه كان يُفضل دائمًا استخدام سلطته كالمطرقة لمتابعة خططه”.
ومع ذلك، فليس من المستغرب أن يكون لدى البابا فرانسيس مئات التغريدات حول كلمات مفتاحيّة، مثل: “سلام”، أو “فقر”، لكنّ البحث عن كلمة “ديمقراطيّة” في موقعه على تويتر لا يُظهر لنا نتيجة واحدة، وبدلًا من أن يصدر عنه دعوة لحرية الأمم ونشر الديمقراطية، نُشرت له صور إلى جانب الصهاينة، مثل: شمعون بيريز، وبنيامين نتنياهو، أو مع حکام مستبدین، مثل: محمد بن زايد، وحمد بن عيسى، وعبد الفتاح السيسي.
مشروع السلام والتطبيع و الدین الابراهيمي الواحد!
البابا “رجل سياسي” يرى بوضوح أهدافه السياسية في الأفق من خلال برامجه ومواقفه، حتّى عندما يرفع يديه في الصلاة. كان أحد أهم الإجراءات السياسية للبابا، المشروع الذي قد تمّ إعداده لمنطقة الشرق الأوسط و جرى تنفيذه منذ بداية رئاسته . فبعد زلزال الربيع العربي والإطاحة ببعض حکام العرب المستبدین وتحدي النظام القائم بالمنطقة منذ عقود، بدأت المجتمعات الفكرية والسياسية الغربية مشروعًا وضع حدًا لـ “الإسلام السياسي” ونقطة انطلاقة لخطة الصلح بين العالم الإسلامي و “الكیان الصهيوني”. المشروع إتخذ من شعار “التعايش”، و “الدين الإبراهيمي” غطاءً لتطبيع العلاقات مع اليهود الصهاينة في الدول الإسلامية، ومن شعار “السلام”، غطاءً آخر للتستر على إضطهاد الصهاينة وحكام المنطقة المستبدين للفلسطينيين والشعوب المسلمة.
كانت “السلام” الكلمة الرئيسية جنبًا إلى جنب مع كلمات، مثل: “الله”، و “يسوع”، و “الحياة”، و “العالم” تُعتبر واحدة من أكثر الكلمات استعمالًا في خطابات وكتابات البابا فرانسيس خلال هذه السنوات العشر تقريبًا من رئاسته للكنيسة الكاثوليكية، فالسلام يُعدّ من أهم القيم في فكر البابا وتعبيره، وفي كل بضعة أيام يدلي ببيان حوله أو يقوم بالمشاركة في الاجتماعات ومراسم الصلاة التي تقام من أجل السلام. وفي الوقت نفسه مع الاستخدام المتكرر لمفهوم “السلام” في أدبيات البابا فرنسيس – في الشرق الأوسط – تقود الإمارات في الوقت الراهن هذا الخطاب المزيف من أجل أن تضع نفسها في موقع “عراب السلام والتسوية” في العالم الإسلامي، وتتخذ إجراءات واسعة في هذا الصدد، کالقيام بإنشاء مؤسستين دينيتين وعلمائیتین، وهما: “مجلس علماء المسلمين” برئاسة شیخ الأزهر أحمد الطيب، و “منتدي تعزيز السلام” برئاسة عبدالله بن بيه في عام 2014م.
ومن الواضح جدًا للمراقبين كيف ساعد خطاب البابا في أن يصبح “السلام” أداة في يد الإمارات تستخدمها لدفع مشروع التطبيع إلى الأمام ومحاربة الإسلام السياسي من جهة وترسيخ موقف حكام المنطقة المستبدين من جهة اخرى؛ لذا أصبح من الضروري أن نلقي نظرة سريعة علي برامجه الخاصّة بالشرق الاوسط لفهم دور “السلام” بالنسبة للبابا.
تُظهر اختيارات البابا فرنسيس في رحلاته للمنطقة بوضوح كيف باع مصداقيته بثمن بخس لدفع مشروع التطبيع واستقرار الکیانات المستبدة في بعض الدول العربية. وبغض النظر عن أول رحلة خارجية قام بها البابا منذ توليه منصبه إلى البرازيل- والتي كانت في الواقع رحلة مخططة لسلفه بنديكتوس السادس عشر- كانت الوجهة الأولى التي اختارها البابا فرنسيس لرحلاته الخارجية هي “فلسطين المحتلة” وزيارة بيت لحم والقدس (24-26 مايو من عام 2014م). بالطبع، قبل سفره إلى القدس المحتلة ولقائه بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق، التقى فرانسيس في العام الأول من رئاسته للكنيسة الكاثوليكية، بثلاثة مسؤولين صهاينة رفيعي المستوى في الفاتيكان، وهم: (الرئيس شيمون بيريز، ونائب وزیر الخارجية زيف إلكين، ونتنياهو).
زيارة البابا لفلسطين المحتلة ولقاءه بشمعون بيريز وبنيامين نتنياهو – 24 مايو 2014
كما أنّ الخيارات الأخرى للبابا للسفر إلى الدول الإسلامية، تصبح ذات مغزى فقط من خلال إدراجها في أحجيّة معادلات مشروع “التطبيع”. بصرف النظر عن الرحلة إلى تركيا، وهي إحدى الرحلات التقليديّة للباباوات الكاثوليك لزيارة كنيسة القسطنطينية، فقد زار البابا فرنسيس بعد فلسطین المحتلة، مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب والعراق والآن البحرين. لماذا اقتصر خرق البابا الحالي لتقاليد السفر إلى الدول الإسلامية على البلدان التي لعبت جميعها دورًا في مشروع “التطبيع والدين الإبراهيمي”؟
لعب البابا دورًا خاصًا في إطلاق مشروع “الدیانة الإبراهيمية”، ولعل الدعوة الأولى لهذا المشروع الذي أصبح أساس اتفاقيات التطبيع “إبراهيم” وكان القوة الدافعة وراء “صفقة القرن”، هو ما سمعته من البابا فرانسيس في 25 يونيو من عام 2013م، وبعد قرابة (100) يوم فقط من انتخابه لرئاسة الكنيسة الكاثوليكية (في 13 مارس سنة 2013م)، تحدث عن “دعوة إبراهيم” و قال: “طريق السلام في الشرق الأوسط يكمن في حكمة إبراهيم الأب الإيماني المشترك لليهود والمسيحيين والمسلمين.”
ربما كان من أكثر المشاهد رمزية ووضوحًا التي أظهرت التآزر والانسجام في خطاب “السلام”، و “الوحدة الإبراهيمية”، واستخدامهما لأجل “التطبيع” مع الكيان الصهيوني، استضافة البابا لشمعون بيريز في آخر أيام رئاسته، و محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية في الفاتيكان في شهر يونيو من عام 2014م؛ حيث أقام البابا بهذه المناسبة حفلًا بعنوان “صلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط” مع الشخصيتين السياسيتين، وزرع شجرة زيتون ترمز إلى “السلام” للفلسطينيين والإسرائيليين في الفاتيكان. في هذا الاجتماع، دعا البابا لبيريز وعباس و قام بتسميتهما “الإخوة في الإيمان وأولاد إبراهيم عليه السلام”، وصلى بهذه التعابير: “يا رب، إله إبراهيم، إله الأنبياء، إله الحب، لقد خلقتنا وطلبت منا أن نكون إخوة وأخوات. امنحنا القوة كل يوم لنكون أدوات سلام”.
لقاء البابا مع رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز في الفاتيكان – 8 حزيران 2014
بعد مضي فترة من ذلك الاجتماع سافر البابا إلى فلسطين المحتلة، وفي لقائه مع مفتي القدس محمد أحمد حسين، تطرق مرة أخرى لموضوع وحدة أديان الثلاثة في والدهم الإيماني، نبي الله ابراهيم عليه السلام. على الرغم من أن المفتي محمد أحمد حسين وافق على هذه الكلمات، إلّا أنّ الأمر استغرق عدة سنوات قبل أن يعود إلى رشده ويطلق على هذه المعاهدة المزينة باسم سيدنا إبراهيم (ع) عنوان “طعنة في ظهر الفلسطينيين والمسلمين”وسحب عضويته من “منتدي تعزيز السلم” لقطع خيط أمل الإماراتيين.
لقاء البابا فرنسيس مع محمد أحمد حسين، مفتي القدس ، 26 مايو ، 2014
بعد ذلك، كرر البابا نفس فكرة “وحدة الدين الإبراهيمي” عدة مرات، وخاصّة في رحلاته الإقليمية، ووضع حجر الأساس لبعض البرامج الثقافية والتنموية المتعلقة بمشروع الدين الإبراهيمي، ومنها:
– مشروع “طريق العائلة المقدسة”، الذي وصفه البابا في أكتوبر سنة 2017 م خلال زيارته لمصر بأنّه “الحج المسيحي”، وفي مايو من عام 2018م، تمّ تضمين زيارة هذا الطريق بشكل خاص في زيارات فاتيكان الرسمية لمصر. بعد هذه الرحلة، أعلنت مصر عن افتتاح مشروع “التجلي الأعظم” في مدينة سانت كاترين (المنطقة التي تجلّى فيها الله عزّ وجلّ لموسى عليه السلام)، والذي من المفترض أن يُبنى فيه متحف “السلام” على شكل طائر سلام و وضع رموز الديانات الإبراهيمية الثلاث فيها؛ لتصبح عاصمةً للسياحة الدينيّة في العالم.
– مشروع “بيت الدين الابراهيمي”، وهو عبارة عن مبنى كبير يضم مسجد وكنيسة وكنيس تحت سقف واحد في مدينة أبو ظبي. وقد أعلنت الإمارات عن تشييده في سبتمبر من عام 2019م، عقب زيارة البابا للدولة.
– رحلة البابا إلى مدينة “أور” الأثرية (مسقط رأس النبي إبراهيم) في العراق وإقامة “مراسم الصلاة” بحضور جمع من اليهود والمسيحيين والمسلمين، وهي مدينة يفترض أن تكون نقطة الانطلاق لـ “طريق السياحة الابراهيمية”. (بطول 5000 كم ويمر عبر عشر دول بالشرق الأوسط).
سلام مع الأخلاء فقط
على الرغم من أنّ مشروع البابا قد تمّ تطويره بشعار إيجابي وشامل، مثل: السلام والتعايش، إلّا أنّ له جانبًا سلبيًا ومثيرًا للاشمئزاز، وهو بالطبع أقل وضوحًا، على سبيل المثال: على الرغم من الطلبات والتوقعات، لم يختار البابا جمهورية الجزائر الديمقراطية كواحدة من وجهات رحلاته، وبدلاً من ذلك زار المملكة المغربية. وقطر مثال جيد أيضًا على ازدواجية المعايير للبابا، فبالرغم من أنّه ومسؤولين آخرين بالفاتيكان قد عقدوا عشرات الاجتماعات مع مسؤولين سياسيين إماراتيين وبحرينيين، فمن الواضح أنّ أبواب الفاتيكان كانت مغلقة أمام المسؤولين القطريين في هذه السنوات.
زيارة بابا الفاتيكان إلى الإمارات كأول زيارة للبابا إلى شبه الجزيرة العربية – 3 فبراير 2019
وفي مرحلة ما، ذهب البابا إلى أبعد من ذلك وأصبح جزءًا من نزاع السياسي بين الإماراتيين والبحرينيين من جهة والقطريين من جهة أخرى. في فبراير من عام 2018 الميلادي، في ذروة التوترات السياسية بين بعض دول مجلس التعاون وقطر، أثار الإماراتيون العديد من قضايا حقوق الإنسان والتقارير ضدّ طريقة تعامل قطر مع العاملين في مشاريع كأس العالم. ووصلت هذه الدعوات إلى حد ادعاءات واسعة النطاق کتهريب العمال إلى قطر، وقتل (2000) عامل بسبب سوء السلوك القطري معهم. في غضون ذلك، رضخ فرانسيس للإماراتيين وكتب رسالة عتاب إلى رئيس الفيفا تحت ستار البابا الأرجنتيني المحب لكرة القدم، طالب فيها بإنهاء “استعباد” العمال في قطر.
لقاء البابا مع رئيس الفيفا جياني إنفانتينو – 29 مايو 2016
باختصار، ليس البابا من ” رجال الله” حتّى لا يهتم بالسياسة، ولا هو من طالبي الحرية والديمقراطية، حتّى يتجنب الجلوس مع الحكام المستبدين، مثل: ملك البحرين. ومن الواضح أنّ البابا بخطاباته حول “السلام” – وفي الوقت الذي انتشر فيه تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والتطرف في الشرق الأوسط – لعب دورًا في الأوساط الدينيّة في نجاح المشروع بشكل ملحوظ الذي جمع فيه من خلال التحالف بين القوى المتباينة.
وكان بناء المستوطنات وإقامة مشاريع سياحية دينية كبيرة في الدول الإسلامية، وعشرات المدارس المسيحية، والكنائس الكبيرة والصغيرة، ومن بينها بناء أكبر كنيسة في شبه الجزيرة العربية تسمى “سيدة العرب” في العوالي بالبحرين، وإنشاء عدد من المؤسسات والمبادرات والجوائز الخاصّة لـ “التعايش البشري” والعديد من البرامج الأخرى المماثلة، ليس سوى جزء من إنجازات الفاتيكان في هذا المشروع.
من ناحية أخرى، حاول المشاركون في هذا المشروع تقوية أسس حكوماتهم من خلال توفير الشرعية الدينية العالمية للسلطويين الإقليميين، ومن ناحية أخرى، عملوا على توفير البنية الثقافية والاجتماعية والقانونية اللازمة لتدفق رأس المال البشري والاقتصادي من خلال كسر بيئة الثقافة الواحدة لهذه البلدان.